کد مطلب:90520 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:280
لاَ نُشْرِكُ بِاللَّهِ شَیْئاً، وَ لاَ نَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ وَلِیّاً. وَ الْحَمْدُ للَّهِ الَّذی لَهُ مَا فِی السَّموَاتِ وَ مَا فِی الأَرْضِ، وَ لَهُ الْحَمْدُ فِی الآخِرَةِ، وَ هُوَ الْحَكیمُ الْخَبیرُ یَعْلَمُ مَا یَلِجُ فِی الأَرْضِ وَ مَا یَخْرُجُ مِنْهَا وَ مَا یَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَ مَا یَعْرُجُ فیهَا وَ هُوَ الرَّحیمُ الْغَفُورُ[2]. كَذَلِكَ اللَّهُ لاَ إِلهَ إِلاَّ هُوَ إِلَیْهِ الْمَصیرُ. [صفحه 381] وَ الْحَمْدُ للَّهِ الَّذی یُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَی الأَرْضِ إِلاَّ بِإِذْنِهِ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَحیمٌ[3]. اَللَّهُمَّ ارْحَمْنَا بِرَحْمَتِكَ، وَ اعْمُمْنَا بِمَغْفِرَتِكَ، إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِیُّ الْكَبیرُ. وَ[4] الْحَمْدُ للَّهِ غَیْرَ مَقْنُوطٍ مِنْ رَحْمَتِهِ، وَ لاَ مَخْلُوٍّ مِنْ نِعْمَتِهِ، وَ لاَ مَأْیُوسٍ مِنْ مَغْفِرَتِهِ[5]، وَ لاَ مُسْتَنْكَفٍ عَنْ عِبَادَتِهِ. اَلَّذی بِكَلِمَتِهِ قَامَتِ السَّموَاتُ السَّبْعُ، وَ اسْتَقَرَّتِ الأَرْضُ الْمِهَادُ، وَ ثَبَتَتِ الْجِبَالُ الرَّوَاسی، وَ جَرَتِ الرِّیَاحُ اللَّوَاقِحُ، وَ سَارَ فی جَوِّ السَّمَاءِ السَّحَابُ، وَ قَامَتْ عَلی حُدُودِهَا الْبِحَارُ. تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمینَ. إِلهٌ قَاهِرٌ، ذَلَّ لَهُ الْمُتَعَزِّزُونَ، وَ تَضَاءَلَ لَهُ الْمُتَكَبِّرُونَ، وَ دَانَ لَهُ طَوْعاً وَ كَرْهاً الْعَالَمُونَ. نَحْمَدُهُ بِمَا حَمِدَ نَفْسَهُ وَ كَمَا هُوَ أَهْلُهُ، وَ نَسْتَعینُهُ وَ نَسْتَغْفِرُهُ وَ نَسْتَهْدیهِ، وَ نَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَریكَ لَهُ. یَعْلَمُ مَا تُخْفِی الصُّدُورُ، وَ مَا تُجِنُّ الْبِحَارُ، وَ مَا تُوارِی الأَسْرَارُ، وَ یَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثی وَ مَا تَغیضُ الأَرْحَامُ وَ مَا تَزْدَادُ وَ كُلُّ شَیْ ءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ[6]. وَ مَا تُوَاری مِنْهُ ظُلْمَةٌ، وَ لاَ تَغیبُ عَنْهُ غَائِبَةٌ وَ مَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلاَّ یَعْلَمُهَا وَ لاَ حَبَّةٍ فی ظُلْمَاتِ الأَرْضِ وَ لاَ رَطْبٍ وَ لاَ یَابِسٍ إِلاَّ فی كِتَابٍ مُبینٍ[7]. وَ یَعْلَمُ مَا یَعْمَلُ الْعَامِلُونَ، وَ أَیَّ مَجْریً یَجْرُونَ، وَ إِلی أَیِّ مُنْقَلَبٍ یَنْقَلِبُونَ. وَ نَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ نَبِیُّهُ، وَ رَسُولُهُ إِلی خَلْقِهِ، وَ أَمینُهُ عَلی وَحْیِهِ، قَدْ بَلَّغَ رِسَالاَتِ رَبِّهِ، وَ جَاهَدَ فِی اللَّهِ الْمُدْبِرینَ عَنْهُ الْعَادِلینَ بِهِ، وَ عَبَدَ اللَّهَ حَتَّی أَتَاهُ الْیَقینُ. صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ. أُوصیكُمْ [، عِبَادَ اللَّهِ، ] وَ نَفْسِیَ بِتَقْوَی اللَّهِ[8] الَّذی لاَ تَبْرَحُ مِنْهُ رَحْمَةٌ، وَ لاَ تُفْقَدُ لَهُ نِعْمَةٌ، وَ لاَ [صفحه 382] یَسْتَغْنِی الْعِبَادُ عَنْهُ، وَ لاَ تَجْزی أَنْعُمَهُ أَعْمَالُ الْعَامِلینَ. اَلَّذی رَغَّبَ فِی التَّقْوی، وَ زَهَّدَ فِی الدُّنْیَا، وَ حَذَّرَ مِنَ الْمَعَاصی، وَ تَعَزَّرَ بِالْبَقَاءِ، وَ تَفَرَّدَ بِالْعِزِّ وَ الْبَهَاءِ، وَ ذَلَّلَ خَلْقَهُ بِالْمَوْتِ وَ الْفَنَاءِ، وَ جَعَلَ الْمَوْتَ غَایَةَ الْمَخْلُوقینَ، وَ سَبیلَ الْعَالَمینَ، وَ مَعْقُوداً بِنَوَاصِی الْبَاقینَ. لاَ یُعْجِزُهُ إِبَاقُ الْهَارِبینَ، وَ عِنْدَ حُلُولِهِ یَأْسَرُ أَهْلُ الْهَوی. یَهْدِمُ كُلَّ لَذَّةٍ، وَ یُزیلُ كُلَّ نِعْمَةٍ، وَ یَقْطَعُ كُلَّ بَهْجَةٍ. أَیُّهَا النَّاسُ، إِنَّ[9] الدُّنْیَا دَارٌ مُنِیَ[10] لَهَا الْفَنَاءُ، وَ لأَهْلِهَا مِنْهَا الْجَلاَءُ، فَكُلُّ مَا فیهَا نَافِدٌ، وَ كُلُّ مَنْ یَسْكُنُهَا بَائِدٌ[11]، وَ هِیَ حُلْوَةٌ خَضِرَةٌ، وَ قَدْ عَجِلَتْ[12] لِلطَّالِبِ، وَ الْتَبَسَتْ بِقَلْبِ النَّاظِرِ. یَضِنُّ بِهَا ذُو الثَّرْوَةِ الضَّعیفُ، وَ یَجْتَویهَا الْوَجِلُ الْخَائِفُ[13]. فَارْتَحِلُوا عَنْهَا[14]، یَرْحَمُكُمُ اللَّهُ[15]، بِأَحْسَنِ مَا بِحَضْرَتِكُمْ مِنَ الزَّادِ، وَ لاَ تَسْأَلُوا فیهَا فَوْقَ الْكَفَافِ، وَ ارْضَوْا مِنْهَا بِالْیَسیرِ[16]، وَ لاَ تَطْلُبُوا مِنْهَا أَكْثَرَ مِنَ الْبَلاَغِ. وَ كُونُوا كَسَفْرٍ نَزَلُوا مَنْزِلاً فَتَمَتَّعُوا مِنْهُ بِأَدْنی ظِلٍّ، ثُمَّ ارْتَحَلُوا لِشَأْنِهِمْ. وَ لاَ تَمُدُّنَّ أَعْیُنَكُمْ فیهَا إِلی مَا مُتِّعَ بِهِ الْمُتْرَفُونَ، وَ اسْتَهینُوا بِهَا وَ لاَ تُوَطِّنُوهَا. وَ أَضِرُّوا بِأَنْفُسِكُمْ فیهَا، فَإِنَّ ذَلِكَ أَخَفُّ لِلْحِسَابِ، وَ أَقْرَبُ مِنَ النَّجَاةِ. وَ إِیَّاكُمْ وَ التَّنَعُّمَ وَ التَّلَهِّیَ وَ الْفُكَاهَاتِ، فَإِنَّ فی ذَلِكَ غَفْلَةً وَ اغْتِرَاراً. [صفحه 383] أَلاَ إِنَّ الدُّنْیَا قَدْ تَنَكَّرَتْ وَ أَدْبَرَتْ، وَ احْلَوْلَتْ وَ آذَنَتْ بِوَدَاعٍ. أَلاَ وَ إِنَّ الآخِرَةَ قَدْ رَحَلَتْ فَأَقْبَلَتْ، وَ أَظَلَّتْ وَ آذَنَتْ بِاطِّلاَعٍ. أَلاَ وَ إِنَّ الْمِضْمَارَ الْیَوْمَ، وَ السِّبَاقَ غَداً. أَلاَ وَ إِنَّ السَّبَقَةَ الْجَنَّةُ، وَ الْغَایَةَ النَّارُ. أَفَلاَ تَائِبٌ مِنْ خَطیئَتِهِ قَبْلَ یَوْمِ مَنِیَّتِهِ؟. أَوَ لاَ عَامِلٌ لِنَفْسِهِ قَبْلَ یَوْمِ بُؤْسِهِ وَ فَقْرِهِ؟. جَعَلَنَا اللَّهُ وَ إِیَّاكُمْ مِمَّنْ یَخَافُهُ، وَ یَرْجُو ثَوَابَهُ. أَلاَ إِنَّ هذَا یَوْمٌ جَعَلَهُ اللَّهُ لَكُمْ عیداً، وَ جَعَلَكُمْ لَهُ أَهْلاً[17]. [ وَ ] إِنَّمَا هُوَ عیدٌ لِمَنْ قَبِلَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ صِیَامَهُ، وَ شَكَرَ قِیَامَهُ. وَ كُلُّ یَوْمٍ لاَ یُعْصَی اللَّهُ فیهِ فَهُوَ یَوْمُ عیدٍ. فَاذْكُرُوا اللَّهَ یَذْكُرْكُمْ، وَ ادْعُوهُ یَسْتَجِبْ لَكُمْ، وَ اسْتَغْفِرُوهُ یَغْفِرْ لَكُمْ. وَ أَدُّوا فِطْرَتَكُمْ، فَإِنَّهَا سُنَّةُ نَبِیِّكُمْ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ، وَ فَریضَةٌ وَاجِبَةٌ عَلَیْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ. فَلْیُخْرِجْهَا كُلُّ امْرِئٍ مِنْكُمْ مِنْ طیبِ كَسْبِهِ، طَیِّبَةً بِذَلِكَ نَفْسُهُ، وَلْیُؤَدِّهَا عَنْ نَفْسِهِ وَ عَنْ عِیَالِهِ كُلِّهِمْ، ذَكَرِهِمْ وَ أُنْثَاهُمْ، وَ صَغیرِهِمْ وَ كَبیرِهِمْ، وَ حُرِّهِمْ وَ مَمْلُوكِهِمْ، عَنْ كُلِّ إِنْسَانٍ مِنْهُمْ صَاعاً مِنْ بُرٍّ، أَوْ صَاعاً مِنْ تَمْرٍ، أَوْ صَاعاً مِنْ شَعیرٍ. وَ تَعَاوَنُوا عَلَی الْبِرِّ وَ التَّقْوی. وَ أَطیعُوا اللَّهَ فیمَا فَرَضَ عَلَیْكُمْ وَ أَمَرَكُمْ بِهِ، مِنْ إِقَامِ الصَّلاَةِ، وَ إیتَاءِ الزَّكَاةِ، وَ صَوْمِ شَهْرِ رَمَضَانَ، وَ حَجِّ بَیْتِ اللَّهِ الْحَرَامِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَیْهِ سَبیلاً، وَ الأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ، وَ النَّهْیِ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَ الاِحْسَانِ إِلی نِسَائِكُمْ، وَ مَا مَلَكَتْ أَیْمَانُكُمْ. وَ اتَّقُوا اللَّهَ فیمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ، مِنْ قَذْفِ الْمُحْصَنَةِ، وَ إِتْیَانِ الْفَاحِشَةِ، وَ شُرْبِ الْخَمْرِ، وَ بَخْسِ الْمِكْیَالِ، وَ نَقْصِ الْمیزَانِ، وَ شَهَادَةِ الزُّورِ، وَ الْفِرَارِ مِنَ الزَّحْفِ. أَیُّهَا النَّاسُ، إِنَّ یَوْمَكُمْ هذَا یُثَابُ فیهِ الْمُحْسِنُونَ، وَ یَخْسَرُ فیهِ الْمُبْطِلُونَ، وَ هُوَ أَشْبَهُ یَوْمٍ بِیَوْمِ [صفحه 384] قِیَامِكُمْ. فَاذْكُرُوا بِخُرُوجِكُمْ مِنْ مَنَازِلِكُمْ إِلی مُصَلاَّكُمْ خُرُوجَكُمْ مِنَ الأَجْدَاثِ إِلی رَبِّكُمْ. وَ اذْكُرُوا بِوُقُوفِكُمْ فی مُصَلاَّكُمْ وُقُوفَكُمْ بَیْنَ یَدَیْ رَبِّكُمْ. وَ اذْكُرُوا بِرُجُوعِكُمْ إِلی مَنَازِلِكُمْ رَجُوعَكُمْ إِلی مَنَازِلِكُمْ فِی الْجَنَّةِ أَوِ النَّارِ. وَ اعْلَمُوا، عِبَادَ اللَّهِ، أَنَّ أَدْنی مَا لِلصَّائِمینَ وَ الصَّائِمَاتِ، أَنْ یُنَادیهِمْ مَلَكٌ فی آخِرِ یَوْمٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ: أَبْشِرُوا، عِبَادَ اللَّهِ، فَقَدْ غَفَرَ اللَّهُ لَكُمْ مَا سَلَفَ مِنْ ذُنُوبِكُمْ، فَانْظُرُوا كَیْفَ تَكُونُونَ فیمَا تَسْتَأْنِفُونَ. عَصَمَنَا اللَّهُ وَ إِیَّاكُمْ بِالتَّقْوی، وَ جَعَلَ الآخِرَةَ خَیْراً لَنَا وَ لَكُمْ مِنَ الأُولی. إِنَّ أَحْسَنَ الْحَدیثِ وَ أَبْلَغَ مَوْعِظَةِ الْمُتَّقینَ، كِتَابُ اللَّهِ الْعَزیزِ الْحَكیمِ. أَعُوذُ بِاللَّهِ السَّمیعِ الْعَلیمِ مِنَ الشَّیْطَانِ الرَّجیمِ. بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحیمِ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ لَمْ یَلِدْ وَ لَمْ یُولَدْ وَ لَمْ یَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ[18]. ثم جلس علیه السلام جلسة قصیرة و نهض للخطبة الثانیة و هی المذكورة فی خطبة یوم الجمعة.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحیمِ اَلْحَمْدُ للَّهِ الَّذی خَلَقَ السَّموَاتِ وَ الأَرْضَ وَ جَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَ النُّورَ ثُمَّ الَّذینَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ یَعْدِلُونَ[1].
صفحه 381، 382، 383، 384.